فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقالت فرقة: معناه يظهر بعضها من بعض فهي أبدًا في قبضة المسافر لايخلو من رؤية شيء منها فهي ظاهرة بهذا الوجه.
قال الفقيه الإمام القاضي: والذي يظهر إليّ أن معنى {ظاهرة} خارجة عن المدن، فهِي عبارة عن القرى الصغار التي هي في ظواهر المدن، فإنما فصل بهذه الصفة بين القرى الصغار وبين القرى المطلقة التي هي المدن، وظواهر المدن ما خرج عنها في الفيافي والفحوص، ومنه قولهم نزلنا بظاهر فلانة، أي خارجًا عنها وقوله: {ظاهرة} نظير تسمية الناس إياها البادية والضاحية، ومنه قول الشاعر: الطويل:
فلو شهدتني من قريش عصابة ** قريش البطاح لا قريش الظواهر

يعني الخارجين عن بطحاء مكة، وفي حديث الاستسقاء وجاء أهل الضواحي يشكون الغرق، وقوله تعالى: {وقدرنا فيها السير} هو ما ذكرناه من أن المسافر فيها كان يبيت في قرية ويقيل في أخرى على أي طريق سلك لا يعوزه ذلك، وقوله تعالى: {سيروا} معناه قلنا لهم، و {آمنين} معناه من الخوف من الناس المفسدين، و {آمنين} من الجوع والعطش وآفات المسافر، ثم حكى عنهم مقالة قالوها على جهة البطر والأشر وهي طلب البعد بين الأسفار والإخبار بأنها بعيدة على القراءات الأخر وذلك أن نافعًا وعاصمًا وحمزة والكسائي قرءوا {باعِد بين أسفارنا} بكسر العين على معنى الطلب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والحسن ومجاهد {بعِّد بين أسفارنا} بشد العين وكسرها على معنى الطلب أيضًا، فهاتان قراءتان معناهما الأشر بأنهم ملوا النعمة بالقرب وطلبوا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وفي كتاب الرماني أنهم قالوا لو كان جني ثمارنا أبعد لكان أشهى وأكثر قيمة، وقرأ ابن السميفع وسفيان بن حسين وسعيد بن أبي الحسن أخو الحسن وابن الحنفية {ربَّنا} بالنصب {بَعُد بينَ أسفارنا} بفتح الباء وضم العين ونصب {بين} أيضًا، وقرأ سعيد بن أبي الحسن من هذه الفرقة {بينُ} بالرفع وإضافته إلى الأسفار وقرأ ابن عباس وأبو رجاء والحسن البصري وابن الحنفية أيضًا {ربُّنا} بالرفع {باعَدَ} بفتح العين والدال، وقرأ ابن عباس وابن الحنفية أيضًا وعمرو بن فائد ويحيى بن يعمر {ربُّنا} بالرفع {بَعَّد} بفتح العين وشدها وفتح الدال فهذه القراءة معناها الأشر بأنهم استبعدوا القريب ورأوا أن ذلك غير مقنع لهم حتى كأنهم أرادوها متصلة بالدور وفي هذا تعسف وتسحب على أقدار الله تعالى وإرادته وقلة شكر على نعمته بل هي مقابلة النعمة بالتشكي والاستضرار، وفي هذا المعنى ونحوه مما اقترن بكفرهم ظلموا أنفسهم فغرقهم الله تعالى وخرب بلادهم وجعلهم أحاديث، ومنه المثل السائر: تفرقوا أيادي سبأ وأيدي سبأ ويقال المثل بالوجهين، وهذا هو تمزيقهم {كل ممزق} وروي أن رسول الله قال: إن سبأ أبو عشرة قبائل فلما جاء السيل على مأرب وهو اسم نبدهم تيامن منها ستة قبائل أي إذ تبددت في بلاد اليمن وتشاءمت منها أربعة فالمتيامنة كندة والأزد وأشعر ومذحج وأنمار الذي منها بجيلة وخثعم وطائفة قيل لها حمير بقي عليها اسم الأب الأول والتي تشاءمت لخم وجذام وغسان وخزاعة نزلت تهامة ومن هذه المتشائمة أولاد قتيلة وهم الأوس والخزرج ومنها عاملة وغير ذلك، ثم أخبر تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم وأمته على جهة التنبيه بأن هذه القصص فيها آيات وعبر لكل مؤمن على الكمال، ومن اتصف بالصبر والشكر فهو المؤمن الذي لا تنقصه خلة جميلة بوجه.
{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)}.
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر {ولقد صدَق} بتخفيف الدال {إبليسُ} رفعًا {ظنَّه} بالنصب على المصدر، وقيل على الظرفية، أي في ظنه، وقيل على المفعول على معنى أنه لما ظن عمل عملًا يصدق به ذلك الظن، فكأنه إنما أراد أن يصدق ظنه، وهذا من قولك أخطأت ظني وأصبت ظني، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي {صدَّق} بتشديد الدال فالظن على هذا مفعول ب {صدَّق} وهي قراءة ابن عباس وقتادة وطلحة وعاصم والأعمش، وقرأ الزهري وأبو الهجاج {ظنُّه} بالرفع، وبلال بن أبي بردة {صدَق} بتخفيف الدال {إبليسَ} النصب {ظنُّه} بالرفع، وقرأت فرقة {صدَق} بالتخفيف {إبليسُ} بالرفع على البدل وهو بدل الأشتمال، ومعنى الآية أن ما قال إبليس من أنه سيفتن بني آدم ويغويهم وما قال من أن الله لا يجد أكثرهم شاكرين وغير ذلك كان ظنًا منه فصدق فيهم، وأخبر الله تعالى عنهم أنهم اتبعوه وهو اتباع في كفر لأنه في قصة قوم كفار، وقوله: {ممن هو منها في شك} يدل على ذلك و {من} في قوله: {من المؤمنين} لبيان الجنس لا للتبعيض، لأن التبعيض يقتضي أن فريقًا من المؤمنين اتبعوا إبليس، والسلطان الحجة، وقد يكون الاستعلاء والاستقدار، إذ اللفظ من التسلط، وقال الحسن بن أبي الحسن: والله ما كان له سيف ولا سوط ولكنه استمالهم فمالوا بتزيينه، وقوله تعالى: {إلا لنعلم} أي لنعلمة موجودًا، لأن العلم به متقدم أزلًا، وقرأت فرقة {إلا ليُعلم} بالياء على ما لم يسم فاعله. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ}.
لما ذكر تعالى حال الشاكرين لنعمه بذكر داود وسليمان، بيّن حال الكافرين بأنعمه بقصة سبأ، موعظة لقريش وتحذيرًا وتنبيهًا على ما جرى لمن كفر أنعم الله، وتقدم الكلام في سبأ في النمل.
ولما ملكت بلقيس، اقتتل قومها على ماء واديهم، فتركت ملكها وسكنت قصرها، وراودوها على أن ترجع فأبت فقالوا: لترجعنّ أو لنقتلنك، فقالت لهم: لا عقول لكم ولا تطيعوني، فقالوا: نطيعك، فرجعت إلى واديهم، وكانوا إذا مطروا، أتاهم السيل من مسيرة ثلاثة أيام، فأمرت به فسد ما بين الجبلين بمساءة بالصخر والقار، وحبست الماء من وراء السد، وجعلت له أبوابًا بعضها فوق بعض، وبنت من دونه بركة فيها اثنان عشر مخرجًا على عدد أنهارهم، وكان الماء يخرج لهم بالسوية إلى أن كان من شأنها مع سليمان، عليه السلام، ما سبق ذكره في سورة النمل.
وقيل: الذي بنى لهم السد هو حمير أبو القبائل اليمنية.
وعن الضحاك: كانوا في الفترة التي بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
قيل: وكان لهم رئيس يلقب بالحمار، وكان في الفترة، فمات ولده فرفع رأسه إلى السماء فبزق وكفر، فلذا يقال في المثل: أكفر من حمار، ويقال: بركة جوف حمار، أي كوادي حمار، لما حال بهم السيل.
وقرأ الجمهور: {في مساكنهم} جمعًا؛ والنخعي، وحمزة، وحفص: مفردًا بفتح الكاف؛ والكسائي: مفردًا بكسرها، وهي قراءة الأعمش وعلقمة.
وقال أبو الحسن: كسر الكاف لغة فاشية، وهي لغة الناس اليوم؛ والفتح لغة الحجاز، وهي اليوم قليلة.
وقال الفراء: هي لغة يمانية فصيحة، فمن قرأ الجمع فظاهر، لأن كل أحد له مسكن، ومن أفرد ينبغي أن يحمل على المصدر، أي في سكناهم، حتى لا يكون مفردًا يراد به الجمع، لأن سيبويه يرى ذلك ضرورة نحو: كلوا في بعض بطنكم تعفوا، يريد بطونكم.
وقوله:
قد عض أعناقهم جلد الجواميس

أي جلود.
{آية} أي علامة دالة على الله وعلى قدرته وإحسانه ووجوب شكره، أو جعل قصتهم لأنفسهم آية، إذ: أعرض أهلها عن شكر الله عليهم، فخربهم وأبدلهم عنها الخمط والإثل ثمرة لهم؛ و {جنتان} خبر مبتدأ محذوف، أي هي جنتان، قاله الزجاج، أو بدل، قال معناه الفراء، قال: رفع لأنه تفسير لآية.
وقال مكي وغيره، وضعفه ابن عطية، ولم يذكر جهة تضعيفه.
وقال: {جنتان} ابتداء، وخبره في قوله: {عن يمين وشمال}. انتهى.
ولا يظهر لأنه نكرة لا مسوغ للابتداء بها، إلا إن اعتقد إن ثمة صفة محذوفة، أي جنتان لهم، أو عظيمتان لهم {عن يمين وشمال} وعلى تقدير ذلك يبقى الكلام مفلتًا مما قبله.
وقرأ ابن أبي عبلة: {جنتين } بالنصب، على أن آية اسم كان، و{جنتين } الخبر.
قيل: ووجه كون الجنتين آية نبات الخمط والإثل والسدر مكان الأشجار المثمرة.
قال قتادة: كانت بساتينهم ذات أشجار وثمار تسر الناس بظلالها، ولم يرد جنتين ثنتين، بل أراد من الجهتين يمنة ويسرة. انتهى.
قال الزمخشري: وإنما أراد جماعة من البساتين عن يمين بلدتهم، وأخرى عن شمالها، وكل واحدة من الجماعتين في تقاربها وتضامها كأنها جنة واحدة، كما يكون بلاد الريف العامرة وبساتينها، أو أراد بستاني كل رجل منهم عن يمين مسكنه وشماله، كما قال: {جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب} انتهى.
قال ابن زيد: لا يوجد فيها برغوث، ولا بعوض، ولا عقرب، ولا تقمل ثيابهم، ولا تعيا دوابهم؛ وكانت المرأة تمشي تحت الأشجار، وعلى رأسها المكتل، فيمتلىء ثمارًا من غير أن تتناول بيدها شيئًا.
وروي نحو هذا عن عبد الرحمن بن عوف وابن عباس.
{كلوا من رزق الله} قول الله لهم على ألسنة الأنبياء المبعوثين إليهم، وروي ذلك مع الأيمان بالله، أو قول لسان الحال لهم، كما رأوا نعمًا كثيرة وأرزاقًا مبسوطة، وفيه إشارة إلى تكميل النعمة عليهم، حيث لم يمنعهم من أكل ثمارها خوف ولا مرض.
{واشكروا الله} على ما أنعم به عليكم، {بلدة طيبة} أي كريمة التربة، حسنة الهواء، رغدة النعم، سليمة من الهوامّ والمضار، {ورب غفور} لا عقاب على التمتع بنعمه في الدنيا، ولا عذاب في الآخرة، فهذه لذة كاملة خالية عن المفاسد العاجلة والمآلية.
وقرأ رويس: بنصب الأربعة.
قال أحمد بن يحيى: اسكنوا بلدة طيبة واعبدوا ربًا غفورًا.
وقال الزمخشري: منصوب على المدح.
ولما ذكر تعالى ما كان من جانبه من الإحسان إليهم، ذكر ما كان من جانبهم في مقابلته فقال: {فأعرضوا} أي عما جاء به إليهم أنبياؤهم، وكانوا ثلاثة عشر نبيًا، دعوهم إلى الله تعالى، وذكروهم نعمه، فكذبوهم وقالوا: ما نعرف لله نعمة، فبين كيفية الانتقام منهم.
كما قال: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها} {إنا من المجرمين منتقمون} فسلط الله عليهم الجرذ فأرًا أعمى توالد فيه، ويسمى الخلد، وخرقه شيئًا بعد شيء، وأرسل سيلًا في ذلك الوادي، فحمل ذلك السد، فروي أنه كان من العظم، وكثر به الماء بحيث ملأ ما بين الجبلين، وحمل الجنات وكثيرًا من الناس ممن لم يمكنه الفرار.
وروي أنه لما خرق السد كان ذلك سبب يبس الجنات، فهلكت بهذا الوجه.
وقال المغيرة بن حكيم، وأبو ميسرة: العرم في لغة اليمن جمع عرمة وهي: كل ما بني أو سنم ليمسك الماء.
وقال ابن جبير: العرم: المسناة، بلسان الحبشة.
وقال الأخفش: هو عربي، ويقال لذلك البناء بلغة الحجاز المسناة، كأنها الجسور والسداد، ومن هذا المعنى قول الأعشى:
وفي ذاك للمؤتسي أسوة ** مآرب عفى عليها العرم

رجام بنته لهم حمير ** إذا جاش دفاعه لم يرم

فأروى الزروع وأشجارها ** على سعة ماؤه إذ قسم

فصاروا أيادي لا يقدرو ** ن منه على شرب طفل فطم

وقال آخر:
ومن سبأ للحاضرين مآرب ** إذا بنوا من دونه سيل العرم

وقال ابن عباس، وقتادة، والضحاك: العرم اسم، وإن ذلك الماء بعينه الذي كان السد بني به. انتهى.
ويمكن أن يسمى الوادي بذلك البناء لمجاروته له، فصار علمًا عليه.
وقال ابن عباس أيضًا: العرم: الشديد، فاحتمل أن يكون صفة للسيل أضيف فيه الموصوف إلى صفته، والتقدير: السيل العرم، أو صفة لموصوف محذوف، أي سيل المطر الشديد الذي كان عنه السيل، أو سيل الجرذ العرم، فالعرم صفة للجرذ.
وقيل: العرم اسم للجرذ، وأضيف السيل إليه لكونه كان السبب في خراب السد الذي حمله السيل، والإضافة تكون بأدنى ملابسة.
وقرأ عروة بن الورد فيما حكى ابن خالويه: {العرم} ، بإسكان الراء تخفيف العرم، كقولهم: في الكبد الكبد.
ولما غرق من غرق، ونجا من نجا، تفرقوا وتحرفوا حتى ضربت العرب بهم المثل فقالوا: تفرقوا أيدي سبأ وأيادي سبأ، قيل: الأوس والخزرج منهم.
وعن ابن عباس: كان سيل ذلك الوادي يصل إلى مكة وينتفع به، وكان سيل العرم في ملك ذي الأذعار بن حسان، في الفترة بين عيسى ونبينا صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ودخلت الباء في {بجنتيهم} على الزائل، وانتصب ما كان بدلًا، وهو قوله: {جنتين} على المعهود في لسان العرب، وإن كان كثيرًا لمن ينتمي للعلم يفهم العكس حتى قال بعضهم: ولو أبدل ضادًا بظاء لم تصح صلاته، وهو خطأ في لسان العرب، ولو أبدل ظاء بضاد، وقد تكلمنا على ذلك في البقرة في قوله: {ومن يتبدل الكفر بالايمان} وسمى هذا المعوض جنتين على سبيل المقابلة، لأن ما كان فيه خمط وأثل وسدر لا يسمى جنة، لأنها أشحار لا يكاد ينتفع بها.
وجاءت تثنية ذات على الأصح في رد عينها في التثنية فقال: {ذواتي أُكُل} كما جاء {ذواتا أفنان} ويجوز أن لا ترد فتقول: ذاتًا كذا على لفظ ذات، وتقدم ذكر الخلاف في ضم كاف أُكُل وسكونها.
وقرأ الجمهور: أكل منونًا، والأُكُل: الثمر المأكول، فخرجه الزمخشري على أنه على حذف مضاف، أي أُكُل خمط قال أو وصف الأُكُل بالخمط كأنه قيل ذواتي أُكُل شبع. انتهى.
والوصف بالأسماء لا يطرد، وإن كان قد جاء منه شيء، نحو قولهم: مررت بقاع عرفج كله.
وقال أبو علي: البدل في هذا لا يحسن، لأن الخمط ليس بالأكل نفسه. انتهى.
وهو جائز على ما قاله الزمخشري، لأن البدل حقيقة هو ذلك المحذوف، فلما حذف أعرب ما قام مقامه بإعرابه.
قال أبو علي: والصفة أيضًا كذلك، يريد لا بجنتين، لأن الخمط اسم لا صفة، وأحسن ما فيه عطف البيان، كأنه بين أن الأُكُل هذه الشجرة ومنها.
انتهى.
وهذا لا يجوز على مذهب البصريين، إذ شرط عطف البيان أن يكون معرفة، وما قبله معرفة، ولا يجيز ذلك في النكرة من النكرة إلا الكوفيون، فأبو علي أخذ بقولهم في هذه المسألة.
وقرأ أبو عمرو: أُكُل خمط بالإضافة: أي ثمر خمط.
وقرىء: وأثلًا وشيئًا بالنصب، حكاه الفضل بن إبراهيم، عطفًا على جنتين.
وقليل صفة لسدر، وقلله لأنه كان أحسن أشجاره وأكرم، قاله الحسن، وذلك إشارة إلى ما أجراه عليهم من تخريب بلادهم، وإغراق أكثرهم، وتمزيقهم في البلاد، وإبدالهم بالأشجار الكثيرة الفواكه الطيبة المستلذة، الخمط والأثل والسدر.
ثم ذكر سبب ذلك، وهو كفرهم بالله وإنكار نعمه.
{وهل نجازي} بذلك العقاب {إلا الكفور} أي المبالغ في الكفر، يجازي بمثل فعله قدرًا بقدر، وأما المؤمن فجزاؤه بتفضل وتضعيف.